اللهم انتقم من أخي (مأساة امرأة عربية) - قصة حقيقية

اللهم انتقم من أخي (مأساة امرأة عربية)
اسمي (و.ج)، وكنت لم أتجاوز السابعة من عمري عندما طلق أبي أمي، فأبي رجل ظالم، كان يضرب أمي على كل فعل أخطأت به، وكانت أمي أمية جاهلة، وكانت طيبة القلب كثيراً، ومن شدة الضرب الذي كانت تناله والدتي أُصيبت بالصمم، وبعد تدخل أهل أمي طلقها، وحرمنا من حنانها.
مُنعنا من رؤيتها، بل كان الواجب علينا أن نقول أنها ماتت، وكلما يذكرها لا يذكرها إلا بالشتم والسب والاتهام لها.
تزوجت أمي برجل آخر، وكان طيباً لدرجة كبيرة، فلم يظلم والدتي بل كان يحبها كثيراً رغم أن لديها أولاد.
بعد زواجها تقدمت إلى المحكمة الشرعية بطلب حضانتي ـ بعد موافقة زوجها ـ فأنا لم أبلغ التاسعة من عمري بعد، وقد حكم لها القضاء الشرعي بذلك.
دخلتُ بيت أمي وعشت أجمل سنتي عمري، أدخلني عمي مدرسة (...) وهي غالية الثمن، رغم أنه قد رزق بولد ولم يمنعه هذا من محبتي، بل والله ما كان يفرق بيني وبين ابنه، فكان يحبني لمحبة أمي، وعند بلوغي التاسعة عدتُ إلى أبي ورأيت منه ما يشيب لهوله الرأس.
عدتُ إلى والدي، فأخرجني من المدرسة، وحجته: "حتى لا تراني أمي" تعلمتُ أنا وإخوتي منه قساوة القلب، وتعلمتُ منه كره أمي وزوجها الطيب، وتعلمت منه الطعن بأمي وسبها وسب زوجها رغم أنهما لم يضروني بشيء.
مُنعنا من الكلام مع أمي، وكنتُ إذا رأيت والدتي في الشارع لا أكلمها، بل ربما أسمعتها بعض الكلمات الجارحة، فوالله لقد كنتُ أرى الدمعات على خديها حينما تراني، ولسان حالها يقول لي: " ماذا فعلتُ لكِ، بماذا آذيتكِ "
منعنا أبي من زيارة جدي وجدتي (لأمي) ومنعنا من زيارة أخوالي، بل لا يسمح لنا بالكلام معهم، مات جدي وجدتي وكأن الأمر لا يعنينا.
ورثنا قساوة القلب والأنانية والكره والحقد .... من والدي، ولكن أخي ( ....) كان أكثرنا تطبعاً بوالده، فهو صورة مصغرة عن والده معنا، ولكنه مع زوجته كالأرنب لا يستطيع حراكاً.
بلغتُ مبلغ الزواج (أنا فتاة وحيدة) وتقدم لي العرسان، وكان في كل مرة الرفض من أخي (...) فكلامه عند والدي لا يُرد، وإذا سألتُ عن سبب رفض العريس قيل لي: إنه غير مناسب، وعن آخر بخيل، وثالث لا يليق بكِ، وعن آخر أنه من عائلة لا تُشرِّف، وهكذا ...
فاتني قطار الزواج، وتخطيت عتبة (...) من العمر، وكنتُ قد تعلمت مهنة وبدأتُ العمل بها لكسو نفسي، فأبي قد أصبح كبيراً لا يستطيع الحراك، وهكذا بدأتُ أنفق على نفسي وعلى والدي بعد زواج إخوتي.
منذ سنوات ثلاث، تقدم لي رجل يريد الزواج مني، وذلك عن طريق إحدى صديقاتي، فالرجل توفيت زوجته وقد رزق منها بغلام، قلتُ لها: عليه أن يذهب إلى والدي فهو ولي أمري.
توجه الرجل إلى منزلنا، واجتمعت العائلة الكريمة للقاء العريس، وما أن شرب العريس القهوة حتى كان الرفض من قبل أخي، فهو لا يريد أن يزوج أخته لرجل عنده أبناء، لأنه لا يريد لأخته أن تعمل "شغالة " لابنه، رغم أن ابنه لم يتجاوز العام الواحد.
طار العريس، وطار الأمل معه.
في السنة الماضية تقدم لخطبتي رجل آخر، أيضاً عن طريق صديقتي، وما كاد أن يُنهي فنجان قهوته حتى قيل له: "ما في نصيب" الرجل كان متزوجاً من إمرأة لا تنجب وقد توفيت، ويكبرني بأربع سنوات، خرج الرجل من المنزل ... وطار الأمل معه بالزواج، فأنا أنثى، وأرغب كما كل الفتيات بالزواج والإنجاب.
بدأتُ بالبكاء، فدخل عليَّ والدي وسألته عن سبب رفضهم للرجل، لم يجبني ... كررتُ عليه السؤال فلم يُجب.
قلتُ: لن يحل هذا اللغز إلا أخي (...)
انتظرت بضعة أيام ثم توجهت إلى منزل أخي، مكثتُ قليلاً ثم سألته ما العيب في الرجل الذي تقدم لخطبتي حتى رفضته؟
فقال لي: لماذا تسألين؟
قلتُ له: لأن صديقتي سألتني فقلتُ لها لا أعرف، فأخي لم يخبرني.
قال: كان متزوجاً.
قلتُ له: ولكن زوجته توفيت، لم يطلقها حتى تخاف أن يردها ويطلقني، ولا يوجد عنده أولاد.
قال لي: هل تقبلين برجل متزوج؟
قلتُ له: تخطيت عتبة (...) بعدة سنوات، فلن يتقدم لي إلا الأرامل من الرجال، أو الذين طلقوا نساءهم، أو كبار السن وهذا نادراً.
سكت، ولم يجبني، ظننتُ أنه قد اقتنع بكلامي، فقلتُ له: إذا سألتني صديقتي عن سبب الرفض ماذا أقول لها؟
قال: لا تقولي لها شيئاً، قولي إني لا أرغب بالزواج.
فهنا رددتُ عليه قائلة: ومن قال لك أني لستُ راغبة بالزواج؟
فنظر إليَّ وكلمني كلاماً نابياً لا يمكن أن يصدر من أخ لأخته.
خرجتُ من منزله وعدت إلى منزل والدي، فرآني أبكي، فسألني عن سبب بكائي فأخبرته، فتركني ولم يبدي أي اهتمام بشأني.
وما هي إلا ساعات قليلة حتى وصل أخي الكريم (...) إلى منزل والدي وبدأ يصرخ في وجه أبي، ويخبره أنني أريد الزواج، وأنني أعشق هذا الرجل، وغيره من الكلام الذي لا يمكن أن يقوله أخ لأخته. كنتُ أستمع لما يقول، ولم أرد عليه خوفاً من أن يضربني، فهو جبار لا يتقي الله فيَّ، ولكن ما فاجأني به، أنه لن يقبل بأي رجل يتقدم للزواج مني، فخرجتُ وسألته عن السبب؟
فقال لي: وكانت الكلمة التي حطمت كل الحواجز بيني وبينه، قال: من سيخدم والدك، أنا لن أسمح لزوجتي بخدمة أبوك (هكذا) ولستُ مجبراً على خدمته، فأنت عليكِ أن تخدميه. نظرتُ إليه وقلتُ له: هل تفضل زوجتك عليَّ، قال: أفضلها عليكِ وعلى أبيكِ.
هنا والله رفعت يداي إلى الله، الذي لم أصلِ له ركعة في حياتي، فأبي رجل لا يصلي ولا يعرف الدين له مكاناً في منزلنا، رفعتُ يداي إلى الله قائلة: اللهم انتقم من أخي.
قام والدي بالدعاء عليَّ فخرجتُ من المنزل، أين اتجه؟ أين أذهب؟ فوالله ما تذكرتُ يومها إلا صاحبة القلب الحنون، التي كنتُ أُسيء إليها وإلى زوجها، تذكرت والدتي، ذهبتُ إليها وكانت أول زيارة لمنزلها منذ خروجي من عندها.
أقنعتني والدتي بالعودة إلى منزل والدي فعدتُ، وهكذا بقيتُ أسيرة أخي الذي لا يقبل بزواجي، حتى لا يُتعب زوجته في خدمة والده، وأتمنى موت والدي حتى أستطيع الخروج من قبضته، فأخي مثال الأخ السيء، اللهم انتقم من أخي.

قصة راثعة وجميلة وننتضر منك المزيد
مشكورررررر ويعطيك العافية

مشكوووور على القصه ويعطيك العافيه

مشكور يعطيك العافية

مشكووووووووووووور يعطيك العافية

الف شكر
موضوعاتك درر واعيد واكرر
الف شكر